خيم الليل أدجت الظلماء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة خيم الليل أدجت الظلماء لـ أمين تقي الدين

اقتباس من قصيدة خيم الليل أدجت الظلماء لـ أمين تقي الدين

خيّم الليلُ أدجَتِ الظلماءُ

رَقَد الناسُ ماتت الضوضاءُ

لا حِراكٌ حتى الطبيعةُ نامت

عشتَ يا ليلُ فاستطِلْ ما تشاءُ

هبّ إبليس مِن ثراه مُجدّاً

وله الجوُّ قد خلاَ والفضاءُ

لبسَ الليلَ حُلَّةً ولَكَمْ شيطانُ

تخفيه حُلةٌ سوداءُ

نظرةٌ إِثرَ نظرةٍ إثر أُخرى

فإذا الناس كلُّهم أغنياءُ

وإذا لنجم في الفضاء تدلّى

كقناديلَ نورُها وضّاءُ

تلمح الأرض ثم يحجُبها الغيم

فمنها الظهور والاختفاء

كرقيب أطلَّ ثم توارى

والدراري وَسْطَ الدجى رقباءُ

وتمشّى الشيطان غير جزوعٍ

فهبوطٌ طوراً وطوراً علاءُ

وحواليه من خداع ومنم كذ

بٍ جيوش ما جت بها الظلماءُ

ثم حانت منه التفاتةُ عَينٍ

فرأى منزلاً وفيه ضياءُ

زاده الموقعُ الطبيعيُّ حسناً

وحواليه روضةٌ غنّاءُ

سُرَّ إبليس مذ رآه فوافا

هُ ولَكِن في نفسه أشياءُ

وتلا آية الخداع وسِفْر الشرّ

خوفاً أن لا يصحّ الرياءُ

وانبرى داخلاً وقد مضّه السَّيرُ

وهاجت فؤادَهُ البأساءُ

فتبدّى له فتىً ساهر الطر

فِ على وجهه يلوح الذكاءُ

شاعر راقه سكونٌ رجاهُ

ولَعَمري تهدي الدجى الشعراءُ

روّعته فوراً تحيةُ إبليس

ولمّا رآه زاد البلاءُ

غير أن الشيطان قال بلطفٍ

خفّفِ الضيم إننا أصدقاءُ

أَسْمَعَتْني الأيام عنكَ حديثاً

وحديثُ الأيام عنك الثناءُ

ما ترى أنت كاتب هات فأسمعني

فكلّي يا صاحبي إصغاءُ

كلماتٌ خفّ البلاء عن الشا

عر فيها وزال عنه العناءُ

قال أحببتُ غادةً لم ينلني

قط منها إلا النوى والجفاءُ

كلّما احتلْتُ لاكتساب رضاها

كان منها الصدود والبغضاءُ

فأنا كاتب إليها ثناءً

والغواني يَغُرّهُنَّ الثناءُ

نشر الطّرس والذي كان مكتو

باً به هذي الأسطر الغرّاءُ

لك تجثو الكواكبُ الزهراءُ

ولهذا البَها يَدين البهاءُ

جلّ مَنْ قد يراك للحسن معنىً

حين معنى الإنسان طينٌ وماءُ

أيها الناس هذه آيةُ الله

على الأرض أرسلتها السماءُ

فاعبدوها وقدّسوها احتراماً

ودعوا ما تقولُه الأنبياءُ

صُوّرتْ مثلما تشاءُ كأنَّ الحسنَ

فيها مجسَّمٌ والسناءُ

فتنةٌ للعِبَاد تسترق القل

بَ كمَا تسرُقُ النهى الصهباءُ

قد دعاها ليلى أبوها أأعمى

كان حتى ما راعه ذا الضياءُ

هي حسناءُ لا كمال قال شوقي

خدعوها بقولهم حسناءُ

يتمشى غرامُها في عروقي

فحياتي غرامُها والدماءُ

قَلَمُ الحسنِ خطَّ في وجنتيها

ما لبدءِ الغرام فينا انتهاءُ

عند هذا الشيطان قام يندي

وجميعَ البلاد عم النداءُ

أنا إبليسُ فاشهدوا أيها النا

سُ بأنّي من الخداع بَراءُ

شعراء الزمان أكثرُ مكراً

من شياطينه وليس مراءُ

لا تعوذوا من شر إبليس باسم

الله يا قوم إن ذاك خطاءُ

إن تعوذوا فباسمِ إبليس واسم

الله ممّا تقوله الشعراءُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة خيم الليل أدجت الظلماء

قصيدة خيم الليل أدجت الظلماء لـ أمين تقي الدين وعدد أبياتها واحد و أربعون.

عن أمين تقي الدين

أمين تقي الدين

تعريف وتراجم لـ أمين تقي الدين

أمين تقيّ الدين:

محام، من الشعراء الأدباء. من أهل (بعقلين) بلبنان. تعلم ببيروت، وأقام زمنا " بمصر فأنشأ فيها مجلة (الزهور) مشتركا " مع أنطون الجميّل، وترجم عن الفرنسية (الأسرار الدامية - ط) لجول دي كاستين. وعاد إلى بيروت فعمل في المحاماة إلى أن توفي في بلده. وآل تقيّ الدين فيها أسرة درزية كبيرة .

الأعلام لـ {خير الدين الزركلي}

 

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي